بعد الحريق الكبير  الحياة تعود لـ "سالوجا وغزال"

Photographer: أمنية حسن

Written By أمنية حسن
2022-06-25 00:00:00

 

تشعر نور أبو الحسن بإرتياح بعد إنبات أعواد البوص علي ضفة جزيرة سالوجا وغزال مرة أخري بعدما اختفت لشهور بسبب حريق، تستمتع نور بالنظر لأشجار الجزيرة خلال جوالتها اليومية، حيث تسكن علي الضفة المقابلة من نهر النيل.

في التاسع من مارس الماضي كانت المحمية قد تعرضت لحريق طال نباتات وأشجار، لم تحدد لجنة من وزارة البيئة والحماية المدنية والبحث الجنائي حجم الخسائر و أسباب الحريق حتي الآن، تقول نور لـ "عين الأسواني": كنت أعتقد بأن المحمية مثل بقية جزر النيل المنتشرة بأسوان، وعرفت أهميتها كمحمية طبيعية ولكن بعد الحريق.

وتضيف: "أشعر الآن بالراحة بعد أن استعادت النباتات عافيتها ونمت من جديد بعد الحريق فمشهد النباتات المحترقة كان كئيبا للغاية.

تنمو علي "سالوجا وغزال" أشجار السنط وأعواد البوص القريبة من النيل، ويعشش عليها أنواع من الطيور المهاجرة.

يخبرنا "محمد زكي" الباحث البيئي بقطاع المحميات: "أن الحريق أصاب أشجار أكاشيا " السنط"، وأعواد نبات البوص، ولكن الأشجار التي تأثرت بالحريق بدأت في النمو من جديد، ونتوقع ان تتعافي أشجار السنط خلال أربعة أشهر، بينما تعافت أعواد البوص بالكامل.

يصف "زكي" المحمية بأنها محطة تاريخية مهمة تحتوي على مظاهر الجنادل بجزر الشلال الأول وهي الجندل الوحيد في مصر أما بقية الجنادل تقع في نيل السودان ومازال جندل"سالوجا وغزال" يحتفظ بمظهره الكامل من صخور يتخطى عمرها ملايين السنين.

ويضيف الباحث البيئي، بعد شهر واحد من الحريق بدأت أشجار السنط في الإنبات مرة أخرى، وهي واحدة من أهم أسباب إعتبار الجزيرة محمية طبيعية لوجود خمسة أنواع نادرة من أشجار السنط، ويتوقع "زكي" أن تتعافي المحمية بشكل كامل خلال ثلاث أو أربع أشهر مقبلة، وبالنسبة للزواحف فهي تعيش على الأشجار وفي جحورأسفل الرمال، ولديها قدرة طبيعية على استشعار الحريق لذلك يرجح إنها غادرت أماكن الحريق وتعود لحجورها بعد أن تستعيد بيئتها طبيعتها.

ويقول زكي إن أهمية الجزيرة في كونها مزار هام للطيور المهاجرة، حيث رصد في مدينة أسوان لوحدها ما يقترب من 220 طائر تقريبا وهو نصف عدد الطيور المسجلة في مصر.

تصف وزارة البيئة جزيرة "سالوجا وغزال" علي موقعها الرسمي بأنها أحد أصغر المحميات المسجلة في مصر، تضم مايقرب من135 نوعا من النباتات المختلفة.

يرجع تسميتها ”غزال" إشارة إلي أحد النباتات النادرة بها وبينما سالوجا كلمة نوبية تعني الشلال، ُسجلت كمحمية 1986بقرار رئيس مجلس وزراء وتقع شمال خزان أسوان، وتتكون من جزيرتين رئيسيتين وعدد من الجزر الصغيرة، وتصنف ضمن محميات الاراضي الرطبة ومسار للطيور المهاجرة، وتخضع لقوانين "اتفاقّية رامسار" لحماية الأراضي الرطبة حيث تٌمثل بيئة مناسبة لتوالد أنواع من الأسماك التي تعتبر غذاء للطيور، المقيمة أو المهاجرة ونباتات مختلفة كالنبق والجميز والتوت.

تقول"أسماء حسن طالبة جامعية، إعتدت علي زيارة المحمية ضمن رحلات مدرسية، وشعرت بالحزن لخبر الحريق وكنت أفكر في مصير النباتات والحيوانات التي قد تعرضت للحرق، التي صادفت فيه للمرة الأولى شجرة "الست المستحية" الموجودة بالمحمية، وأحبببتها عندما قمت بلمسها انكمشت وتحول لونها للبني، وهناك وجدت جلد الثعابين وكانت المرة الأولى بالنسبة لي التي أعرف بها أن الثعابين تغير جلدها كل فترة واستعانت بها مدرسة العلوم للشرح في المدرسة لباقي زميالتنا.

يعيش في المحمية الجمال والماعز والحمار البري والضباع والثعلب الأحمر، ورصد بها ما يقرب من 135 نوع من الطيور المختلفة المقيمة والمهاجرة و بعضها مهدد بالانقراض مثل أبو منجل الأسود الذي أصبح شعار للمحمية، وطائر الواق الأبيض ودجاجة الماء الأرجوانية، التي تساعد في تطهير البيئة من الآفات الزراعية ومن البقايا المتحللة وعدد من الزواحف مثل الحيات والعقارب.