عيد في حي العم حسن

تصميم: باسم حنيجل

Written By نور الله أشرف عطية
2025-03-31 07:37:49

مع بداية فجر العيد، كان الحي يضجّ بأصوات تكبيرات العيد التي تتردد من المآذن، تمتزج برائحة الكعك الطازج المُنبعثة من البيوت، وضحكات الأطفال المتحمسين لهذا اليوم المميز، استيقظ الجميع باكرًا، ليرتدوا ملابسهم الجديدة، وانطلقوا إلى المسجد لأداء صلاة العيد، حيث التقى الجيران وتبادلوا التهاني بحرارة، بعد الصلاة عاد الرجال إلى بيوتهم، بينما بدأت النساء بتحضير موائد الإفطار العامرة بأشهى الأطباق التقليدية.

جلست الجدة خديجة وسط أبنائها وأحفادها، تراقبهم بعينين تملؤها السعادة، قائلة: "لا طعم للعيد إلا بلمّة العائلة"، وفي ساحة الحي كان الأطفال يركضون بحماس، يتباهون بثيابهم الجديدة ويعدّون العيديات التي حصلوا عليها. 

اقترب سليم من صديقه محمود قائلًا بحماسة "كم حصلت على عيدية؟ سأشتري بهم طائرة ورقية"، ضحك محمود وقال: "وأنا سأشتري كرة جديدة"، بينما كانت الطفلة ليان تقف بجانب والدها، تمسك بيدها كيسًا صغيرًا من الحلويات التي اشترتها من العيدية الأولى لها.

على الطرف الآخر من الحي، كانت السيدة أم مصطفى تحمل صينية مليئة بأطباق الكعك، تطرق أبواب الجيران وتوزعها بابتسامة قائلة "العيد فرحة، وعلينا أن نتشاركها مع الجميع"، استقبلتها أم علي بامتنان قائلة "هذه العادات الجميلة التي تجعل العيد مختلفًا".

لكن وسط كل هذه الأجواء السعيدة، كان هناك بيت صغير في نهاية الحي يُخيّم عليه الهدوء، بيت العم حسن، الرجل المسن الذي فقد زوجته وأولاده قبل سنوات، كان يجلس وحيدًا أمام منزله، يراقب الأطفال وهم يركضون بفرح. 

لاحظت ليان جلوسه، فركضت إلى منزلها وأحضرت طبقًا من الكعك، ثم اقتربت منه قائلة بخجل "كل عام وأنت بخير، جدي حسن، أمي تقول إن العيد لا يكتمل إلا عندما نحتفل به مع الجميع".

نظر إليها العم حسن بعينين دامعتين، وابتسم لها قائلًا "وأنا سعيد لأنني وجدت عائلة جديدة في هذا العيد"، ثم وضع يده في جيبه وأخرج عملة نقدية صغيرة قائلًا "هذه عيديتك مني، لأنك جعلت عيدي أجمل".

عند الغروب، كان الحي لا يزال يعجّ بالضحكات والفرح، فالعيد هنا لم يكن مجرد يوم احتفال، بل كان فرصة لصنع الذكريات الجميلة وتقوية الروابط، كذلك مشاركة الفرحة مع كل من يحتاج إليها.

 

BESbswy