في العاشر من شهر أبريل من كل عام، تحتفل محافظة سوهاج بعيدها القومي تخليدًا لذكرى تصدي أبناء المحافظة للحملة الفرنسية على مصر.
لا تتردد هذه الواقعة كثيرًا بين أبناء المحافظة الذين قد لا يعرفون من الأساس أي يوم هو العيد القومي لسوهاج، وعلى المستوى الشخصي؛ لا أعرف الكثير عن تاريخ المحافظة، ولكن لاحظت خلال قرائتي عنها، أن العديد من المشاهير من أبناء سوهاج.
بعد مناقشتي مع عدة أشخاص من محيطي، وجدت أنهم أيضًا لا يعلمون من هم مشاهير سوهاج، وفيما يلي أعرض نبذة عنهم، تعريفًا بهم في عيد محافظتهم القومي.
عماد حمدي
"فتى الشاشة الأول"؛ عماد حمدي من مواليد قرية أولاد عليو بالبلينا، قدم 285 عملًا سينمائيًا، منهم أفلامًا من أعمال نجيب محفوظ ويوسف السباعي وإحسان عبدالقدوس وغيرهم من الكتاب الكبار. أثناء دراسته للمرحلة الثانوية في القاهرة، تلقى عماد حمدي فنون الإلقاء على يد الفنان عبد الوارث عسر، ليظهر لأول مرة في السينما من خلال فيلم عايدة.
اشتهر حمدي على نطاق واسع من خلال فيلم السوق السوداء، ليشارك بعدها في بطولة العديد من الأفلام، 15 منها ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في السينما المصرية مثل أفلام، خان الخليلي وثرثرة فوق النيل وسواق الأتوبيس والذي يعتبر اّخر أفلامه.
عاطف الطيب
المخرج عاطف الطيب هو ابن جزيرة الشورانية بالمراغة، تخرج من المعهد العالي للسينما وعُرف بتقديم الأفلام الواقعية حيث ارتبط اسمه بقضايا المواطن المصري وحقوقه، فمازالت أعماله مثيرة للجدل حتى يومنا هذا، مثل فيلم التخشيبة وفيلم الزمّار، الذي لم يعرض للجمهور أبدًا بل تم عرضه في عروض خاصةفقط، بالرغم من مشاركته في مهرجان موسكو السينمائي الدولي ومهرجانيّ القاهرة وبرلين.
يعتبر فيلم الهروب للمخرج عاطف الطيب من أجرأ الأفلام المصرية، ويشاركه نفس الجرأة فيلم ناجي العلي الذي تم منعه من العرض في دور السينما.
قدم الطيب 21 فيلمًا سينمائيًا خلال 15 عامًا مدة عمله في هذا المجال، يوجد 3 منها ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، وهم سواق الأتوبيس والبريء والحب فوق هضبة الهرم، وتوفي المخرج الكبير قبل انتهاؤه من فيلم جبر الخواطر، الذي أكمله بعدها المونتير أحمد متولي.
عمر طاهر
صحفي وكاتب ساخر و مؤلف سينمائي ومسرحي وتلفزيوني، لديه العديد من الكتب المشهورة مثل صنايعية مصر بجزئيه والذي تحول لبرنامج تلفزيوني، وكتاب كحل وحبهان الذي تم إصدار 15 طبعة منه.
تأثر عمر طاهر بالكاتبة سناء البيسي حيث تعلم منها الكثير خاصة أصول اللغة العربية، ويعتبر طاهر العمل معها محطة فارقة في حياته.
عُرف طاهر بكتاباته الساخرة مثل، شكلها باظت، ابن عبد الحميد الترزي، رصف مصر، زملكاوي، وكلاب لا تأكل الشكولاتة.
جمال الغيطاني
الكاتب جمال الغيطاني من مواليد قرية جهينة، وهو روائي وصحفي ورئيس تحرير جريدة أخبار الأدب، وصلت عدد مؤلفاته إلى ما يقرب من 49 مؤلفًا، ومن أبرزها رواية الزيني بركات والتي ترجمت لعدة لغات وتحولت لمسلسل من بطولة أحمد بدير.
عمل الغيطاني محررًا عسكريًا، عاصر خلالها حرب الاستنزاف و حرب أكتوبر، وتأثرت كتاباته بعد حرب 1967، فأصبح يميل إلى كتابة مستوحاة من التراث العربي والإسلامي.
يعتبر الغيطاني من خبراء العمارة بالمعنى الفلسفي والصوفي، فهو اعتبر العمارة من أقرب الفنون للرواية واستلهم منها طريقة تفكيره، وأطلق اسمه على إحدى المدارس بـسوهاج بعد وفاته.
رفاعة الطهطاوي
رفاعة الطهطاوي من مواليد مركز طهطا، وهو مترجم من عصر محمد علي باشا ويعتبر من رموز النهضة المصرية الحديثة والتنوير المصري.
كان الطهطاوي إمامًا لأول بعثة تعليمية مصرية وعندما عاد من البعثة، اهتم بالترجمة في مدرسة الطب، وافتتح مدرسة الترجمة التي أصبحت الألسن عام 1835.
خلال هذه الفترة، وضع الطهطاوي الأساس لحركة النهضة، فأنشأ مدرسة المحاسبة ومدرسة الإدارة، كما أصدر جريدة الوقائع المصرية باللغة العربية بدلاً من اللغة التركية.
وفي عهد عباس باشا أغلقت مدرسة الألسن ونفي رفاعة للسودان، ليعود إلى مصر بعد أربعة أعوام بعد وفاة عباس، ومن أشهر تراجمه، تلخيص الإبريز في تخليص باريز، كما قام بترجمة القوانين الفرنسية في عهد الخديوي إسماعيل.
محمد مصطفى المراغي
الشيخ محمد مصطفى المراغي من مواليد مركز المراغة، وحصل على شهادة العالمية في الرابعة والعشرين من عمره، وبعدها درس في الأزهر وعُين قاضيًا في السودان وعمل على تصليح العديد من القوانين مثل الوقف والوصية والإرث.
وأصلح المراغي مناهج التعليم في الأزهر الشريف وحوّله للنظام الجامعي الحديث، وتولى المراغي منصب شيخ الأزهر مرتين.
عزة فهمي
مصممة المجوهرات عزة فهمي رئيس مجلس إدارة شركة حلىّ مصر من مواليد محافظة سوهاج، وهي أول امرأة تتدرب على تصميم المجوهرات في خان الخليلي.
أقامت عزة أكثر من 200 معرضًا حول العالم، ودائمًا ما تكون أعمال عزة مستوحاة من الثقافة والتراث المحلي والعالمي، ومصدر إلهامها هو كتاب تصميم مجوهرات من العصور الوسطى.
أقامت عزة أول ورشة لها بعد عودتها من زمالة المجلس البريطاني الثقافي لدراسة تصميم المجوهرات في كلية السير جون كاس، وألفت ثلاثة كتب عن المجوهرات وتصميمها.
ارتدى العديد من مشاهير العالم مجوهرات عزة مثل المغنية ريهانا، بالإضافة إلى أميرات عرب، كما شاركت مجوهرات عزة في موكب المومياوات الملكية.
ولا ننسى أيضًا الموسيقار بليغ حمدي والكاتب يوسف زيدان ورجل الأعمال نجيب ساويرس وشيخ جامع الأزهر محمد سيد طنطاوي والفنان جورج سيدهم.
