"زاوية الجديدي" .. الفلاحين في انتظار "السوق المشتركة"

Photographer: صورة أرشيفية - لافتة تشير إلى طريق "زاوية الجديدي"

Written By ياسين بن خليفة
2023-12-25 00:00:00

عمادة "زاوية سيدي الجديدي" سُميت على اسم الولي الصالح "سيدي الجديدي"، الذي يوجد ضريحه فيها، وتحمل تاريخًا طويلًا من فترات الاستعمار الفرنسي، فيما نالت نصيبها الأوفر من التنمية؛ نتيجة لتوافد الرحلات إليها على مر السنوات، كل هذه العوامل تجعل مهمة مرشحيها في انتخابات المجالس المحلية صعبة.

وتتميز العمادة بمساحات زراعية أكبر من بني خلاد بنسبة 20 %، ومساحات واسعة من الأراضي الفلاحية، كما يتواجد فيها مستوصف ودار شباب وملعب لكرة اليد ومدرسة ابتدائية وبلدية.

ويبلغ عدد سكان العمادة 7,886، فيما ترشح عنها في الانتخابات المحلية التي بدء التصويت بها اليوم 24 ديسمبر الجاري ثلاثة مرشحين هم: "أنيس بن الحبيب الغناي، سمير بن محمد الصغير الحصحاصي، ومحمد حكيم بن حمودة الطرابلسي".

وتركزت نقاط برامج المرشحين في الأمور الفلاحية والرياضية والتربوية والصحية.

ورغم حظ "زاوية الجديدي" من التنمية إلا أن أهلها لازالت تنقصهم بعض الاحتياجات، على حد قول رامي إبراهيم، 35 عام، الذي يعمل في الديكور، ويطالب بضرورة إعادة تهيئة ملعب كرة اليد؛ لأن الفريق يمتلك إمكانيات رياضية كبيرة، بينما البنية التحتية للملعب متهالكة.

وتقول تقوى اليزيدي، ربة بيت، إن البنية التحتية للعمادة مهترئة، خاصة المناطق التي تتجه إلى الضيعات الفلاحية؛ لأن السيارات تضررت كثيرًا من الحفر ومخفضات السرعة الموجودة بشكل غير منظم.

وتطالب "اليزيدي" بضرورة الاهتمام بتبليط الطريق، موضحة أن المواطنين في العمادة طالبوا بهذا مرات عديدة دون جدوى، رغم تدخل البلدية في السنة الفارطة، موضحة أن الأمر يحتاج إلى مراجعة بشكل دوري.

وفي الشأن الاقتصادي، يقول بلحسن الجديدي، فلاح، إن أهم مطلب له هو الانتهاء من إجراءات تركيز السوق المشتركة بين بني خلاد والزاوية؛ لكونه يشكل رافدًا تنمويًا مهمًا بالمنطقة بما يساهم في تسويق المنتج الفلاحي بشكل أفضل.

وأضاف: "هذا المطلب تقدم به الفلاحين منذ سنتين ولازلنا في انتظار توفير السلطة المحلية لقطعة الأرض المناسبة".

والفلاحون بصدد البحث عن قطعة الأرض المناسبة لذلك، خاصة بعد موافقة والية نابل، فيما يعرض الباعة بضائعهم الآن في السوق الأسبوعي البديل وهو غير كافي لهم؛ لأنه ينعقد يومين فقط في الأسبوع، في حين السوق المشتركة من المقرر عقدها بشكل يومي.

ويوضح رضا العايش، معتمد الجهة، أن موضوع السوق المشتركة ينتظر تحديد الأرض والإجراءات القانونية في السنة القادمة.

وقال محمد الخنيسي، عامل في شركة خاصة، إن العمادة ينقصها الكثير مثل العناية بمشاكل الفلاحين والبنية التحتية وتوفير وضع رياضي أفضل للشباب، بالإضافة إلى جهر الأودية أي تنظيفها، حتى لا تفيض الوديان بالمياه على المناطق السكنية في فترات نزول الأمطار.

ولا تعتقد منال الفطناسي، ربة بيت، أن الانتخابات المحلية ستختلف عن سابقتها، ولذا فهي ليس لها أية تطلعات من المرشحين، لكنها فقط تتمنى أن يتضع المرشح الفائز مصلحة العمادة في المقام الأول.

وسيركز المرشح، سمير الحصحاصي، في برنامجه الانتخابي على عشر نقاط، وهي: "النظر في السياسة المتبعة في حماية الشباب من الآفات الاجتماعية، والعمل على تطوير مركز الرعاية الصحية وتوفير مزيد من الخدمات والاحتياجات الطبية، والنهوض بالمرأة الريفية بما يناسب خصوصيتها وبيئتها، ودعم الجمعيات والأندية الرياضية بالبلدة والأنشطة كافة، والعمل على بناء مجتمع رياضي بمواصفات دولية يتضمن قاعة مغطاة وملعب كرة قدم مصغرة وملعب ألعاب قوى".

كما يتعهد "الحصحاصي" بدعم صغار الفلاحين وإعانتهم في حلول جذرية لعديد المشاكل والعراقيل وخاصة المتأتية من التعطيلات الإدارية، وإنشاء الساحات البلدية وزيادة المساحات الخضراء في جميع الأماكن المتاحة، والعمل على إعانة وتوجيه الشباب العاطل ومساعدته في إيجاد شغل ودعمه، عمل حلول جذرية لتأمين المؤسسات التربوية والعمل على إيصال الإضاءة وتهيئة بعض الطرقات الريفية المجاورة".

المرشح أنيس الغناي، أيضًا قسم برنامجه إلى عشر نقاط، وهي: "تشجيع صغار الفلاحين على تجاوز العراقيل من حيث تكلفة الإنتاج الخاصة بمياه الري، هيكلة القطاع، وضع استراتيجية مناسبة تنطلق من الفلاح وتكون فعلا تشاركية، والضغط لإصدار تشريعات تحمي الفلاحين مع التشجيع على الزراعات البديلة المرشدة لاستهلاك المياه".

ويُعِد "الغناي" بتهيئة عمرانية جديدة للعمادة تراعي خصوصيتها، بالإضافة إلى إحداث مركب رياضي متعدد الاختصاصات يشمل قاعة مغطاة، والقضاء على النقاط السوداء والدفع لتسوية وضعيات الأراضي المهملة، كما يتعهد بتسهيل إجراءات للانتفاع بالأراضي الدولية؛ لفائدة الشباب العاطل عن العمل من حاملي الشهادات.

ويولي "الغناي" اهتمامًا بتطوير الخدمات الصحية بالمستوصف بما يستجيب لحاجيات المواطنين، بالإضافة إلى وضع استراتيجية لحماية التلاميذ من جميع السلوكيات المحفوفة بالمخاطر وصيانة المدرسة الابتدائية بكل من زاوية الجديدي والمغرة، وأخيرًا خصص في برنامجه قسمًا للعناية بالعائلات المعوزة ومحدودة الدخل وذوي الإعاقة وضمان حياة كريمة لهم.

ويتعهد أيضًا المرشح، حكيم طرابلسي، بدعم الفلاحين للتوجه نحو الزراعات المستدامة غير المستنزفة للثروة المائية، وتركيز خارطة زراعية جديدة مع العمل على حل إشكاليات توفر المشاتل والبذور الأصلية والأعلاف، بجانب التعجيل في استكمال إنجاز سوق الجُملة المشتركة بين بلديتيّ "زاوية الجديدي وبني خلاد"، وتسهيل الإجراءات الإدارية للحصول على الأراضي الدولية الفلاحية؛ لفائدة الشباب خاصة العاطلين عن العمل.

 

وينتوي "طرابلسي" تنظيم تظاهرات للتعريف بمنتجات العمادة وتثمينها وتوسيع نطاق التسويق في الاستثمار في المبادرات والطاقات الشبابية، وتهيئة وتعبيد المسالك الفلاحية في المناطق ذات الأولوية، مع إيجاد حل لمشاكل التطهير، وتوفير وسائل نقل آمنة للعاملين والعاملات من الفلاحين، وتشجيع المرأة الريفية في البحث عن آليات تسويق منتجاتها.

ويرى "طرابلسي" أنه من الضروري دعم برنامج العلاج المجاني، والعمل على تحسين مرافق الصحة العمومية في مستشفى بني خلاد وتطوير العمل بمركز الصحة الأساسية بزاوية الجديدي، وأخيرًا تحسين وضعيات المؤسسات التربوية، ودعم أنشطة دور الشباب والمجتمع المدني، وإحداث قاعة مغطاة للرياضات الفردية والجماعية، والمساهمة في تحسين منظومة النقل.